بيلاروس – دولة في وسط أوروبا

بيلاروس – دولة في وسط أوروبا

تقع بيلاروس في قلب أوروبا وتزيد المساحة التي تشغلها (207,6 ألف كم مربع) عن مساحة هولندة وبلجيكا والتشيك وسلوفاكيا وهنغاريا والنمسا ولاتفيا وإستونيا. هل تحب الرحلات وافتتاح بلدان جديدة والتعرف على أناس آخرين وجمع إنطباعات رائعة؟ وهل بيلاروسيا بالنسبة لك terra incognita وبقعة بيضاء على الخارطة الأوروبية؟ جاء الوقت لتصحيح ما فاتك. هيا بنا لنتعارف.

في القرون الوسطى كانت الأراضي التي تقع عليها بيلاروس اليوم تسمى بلد القلاع واليوم تسمى على الغالب سينيوكا، أي بلد آلاف البحيرات أما بفضل الغابات الواسعة التي تحتل ثلث مساحة البلاد ومجموعة المستنقعات الفريدة فهي تعتبر أيضاً رئتي أوروبا.

تجذب بيلاروس السواح بسبب طبيعتها الفريدة فجمالها لا يبهر البصر وحسب بل يتغلغل في النفس تدريجياً ليستقر فيها إلى الأبد. الأنهار البيلاروسية تحمل مياهها بهدوء ورهبة مستنشقة عبق غابات الصنوبر، هنا يمكن أن يستريح الإنسان ليس جسمياً وحسب بل وروحياً. توجد في بيلاروس براري لم تطأوها قدم إنسان وفيها تشعر بالراحة والطمأنينة حيوانات وطيور اختفت منذ زمن من غابات أوروبا، فليس من العبث أن بيلاروس معروفة بشكل جيد من قبل السائحين هواة الطبيعة ومن قبل البيولوجيين والمصورين ومن قبل عشاق مراقبة الطيور.

على مر العصور كانت بيلاروس نقطة تقاطع للعديد من الطرق التجارية فهنا بالحرف الواحد إلتقى الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. الموقع الجغرافي لبيلاروس جعلها تتأثر بالثقافات الأخرى ويمكن أنه بفضل ذلك تشكلت واحدة من أهم المواصفات البيلاروسية وهي التسامح تجاه الديانات والمعتقدات والمواقف الأخرى. ما عليكم إلا القدوم إلى هنا وعندئذ ستثمنوا دفئ وضيافة الشعب البيلاروسي، يمكن ألا يلاقوكم بابتسامات هوليودية، لكن عندما تبدأون الحديث معهم ستتعجبون من دفئهم وبساطتهم إنهم يحبون الضيوف وهم دائماً جاهزون للمساعدة.

أنواع السياحة

الطبيعة التي بقيت على فطرتها في بيلاروس والغابات الفريدة والمستنقعات تجذب إليها هواة السياحة البيئية من جميع أنحاء العالم، حيث تعمل في البلاد أربع حدائق وطنية هي: بيلافيجسكايا بوشا وبحيرات براسلاف وبريبياتي وناروتشي. أما أكثر المحميات جذباً للسياح فهي محمية بيريزين البيوسفيرية التي تشرف عليها الدولة وهي عبارة عن نظام حماية خاص لبعض أراضي بيلاروس يدخل فيها 85 زاكازنيك على مستوى الدولة و348 على المستوى المحلي و542 على المستوى الإقليمي. جميع الحدائق الوطنية تعرض على السائحين القيام بنزهات بالمواقع النظيفة بيئياً، ما عليكم الإ أن تتنزهوا في تلك المواقع المتواجدة في مجمع البحيرات الزرق وأن تتنفسوا ملئ صدوركم رائحة الغابة والصنوبر وأن تمتعوا أبصاركم ببحيرات مجموعة بولدوك وأن تصعدوا إلى المنصة بالقرب من بحيرة غلوبيلكا الصغيرة حتى يأسركم للأبد سحر طبيعة بيلاروس الخلابة.

أيضاً تجذب بيلاروس هواة السياحة العلاجية الصحية بفضل عوامل المناخ العلاجية الصحية ومنابع المياه المعدنية والطين العلاجي فيها، فالقادمون إلى هنا يسترجعون قواهم ويحسنون صحتهم في مصحات الإستجمام إذ تعمل في بيلاروس قاعدة متطورة من مصحات الإستجمام المتخصصة بعلاج أمراض الدورة الدموية وأعضاء الجهاز الهضمي والجملة العصبية والجهاز العظمي والعضلي والأنسجة الرابطة والجهاز التنفسي والجهاز التناسلي النسائي والجهاز البولي وجهاز القلب والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز الحركي والجلد وجهاز البصر.

المصحات البلاروسية مزودة بأحدث أجهزة التشخيص والعلاج واليوم تعمل في البلاد حوالي 30 مصحة من مختلف الإختصاصات.

إن موقع بيلاروس الجغرافي في وسط أوروبا على تقاطع الطرق التجارية والحربية حولت البلاد عدة مرات إلى ساحات معارك، فهنا قعقعت حرب الشمال التي بسببها تضررت العديد من القلاع البيلاروسية وفجرت كاتدرائية صوفيا في بولوتسك. أكثر من سنتين ونصف فوق أراضي بيلاروس اليوم وعبر مواقع مياديل وفيلاي وسمورغون كان يمر خط الجبهة في الحرب العالمية الأولى. ما تزال هذه الأماكن تحتفظ بالمدافن الروسية والألمانية العائدة للحرب العالمية الأولى.

أيضاً ماتزال محفوظة في هذه المواقع العديد من شواهد الحرب كالحصون الإسمنتية والترابية والجسور الحجرية الشبه مهدمة التي ما تزال متوضعة على الأنهار والسكك الحديدية الضيقة التي بناها المهندسون الحربيون الألمان للتحرك في أعماق الإمبراطورية الروسية. تخليداً لذكرى شهداء الحرب العالمية الثانية تم إقامة نصب تذكارية ضخمة في كل من قلعة بريست حيث تم حرق قرية خاتين وفي حقل بوينيتشي بضواحي موغيلوف. خطوط سير الرحلات التي تمر بمواقع الأحداث الدرامية ستجذب هواة السياحة التاريخية والحربية. النصب التذكاري الوحيد المقام كتخليد لذكرى الحرب العالمية الأولى موجود في قرية زابروديي بالقرب من ناروتشي وقد قام بإنشاءه على مدى عدة سنوات الفنان بوريس تسيتوفيتش حيث أنشأ في زابرودي نصب بوريسوغليبسكايا التذكاري الأرثوذكسي الخشبي على شرف من سقط في معارك الحربين العالميتين الأولى والثانية، أما في الغابة بأول القرية فقد تم إقامة تمثال لجندي من الحرب العالمية الأولى. تخلد في زابروديي كل عام في 9 أيار (مايو) ذكرى معارك الحربين العالميتين.

يبدي عشاق التاريخ وفن العمارة إهتماماً خاصاً بالمعابد البيلاروسية، ففي البلاد التي كانت منذ الزمن نقطة تقاطع أوروبي يمكن أن نشاهد الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والمعابد اليهودية والمساجد التترية والكنائس الخشبية للمتدينين ذوو المعتقدات القديمة، إن كل ذلك يفتح إمكانيات غنية لمحبي السياحة الدينية. فآلاف الحجيج كل عام يزورون الدير الأرثوذكسي البيلاروسي القديم دير القديسة أوسبينسكايا- جيروفيتسكايا حيث تحفظ فيه جيروفيتسكايا بهيئة أم الرب، كما يحتفل بيوم ذكرى أيقونة أم الرب يوروفيتشيسكايا في 13 من أيلول (سبتمبر) من عام حيث يقام على شرف هذا اليوم رحلة بالصليب من موظير إلى يوروفيتش، أما في الأول من تموز (يوليو) من كل عام فآلاف الحجيج يتجهون إلى قرية بودسلاف البسيطة حيث يوجد في الكنيسة الباروكية الرائعة إيقونة أم الرب بودسلافسكايا.

يوجد رحالة يزورون البلاد ليس بهدف الإطلاع على التماثيل أو الطبيعة بل من أجل لقاء شريك عمل له وزيارة المعارض المختصة والندوات. لقد وفرت بيلاروس كافة الظروف من أجل سياحة العمل. ففي الفنادق التي يهمها جذب سياح العمل يقدمون دائماً ليس الإقامة وحسب بل خدمات إضافية مثل: خط إنترنت في الغرفة، مطعم، مسبح، موقف سيارات محروس، حجز تذاكر طيران وقطارات، تبديل العملات وغير ذلك. إن الموقع الجغرافي البيلاروسي هو ورقة رابحة لتنمية سياحة العمل، إذ أن موقعها في وسط أوروبا يجعلها مريحة جداً لإقامة المعارض الدولية والندوات والمؤتمرات ولقاءات العمل. اثناء البحث عن مواقع ممتازة لإقامة ندوات العمل دائماً يلفت إنتباه المنظمين مبنى المكتبة الوطنية البيلاروسية فعلى الطابق 25 من المبنى يوجد 20 قاعة مطالعة أما في خزائن المكتبة فتوجد حوالي 14 مليون طبعة منهم حوالي 70 ألف كتاب قديم ومخطوط، تقام هنا معارض الرسم والصور كذلك تم افتتاح متحف فريد للكتب ويعمل مركز إنترنت ومركز صحفي وقاعة مؤتمرات تتسع لـ 450 شخص.

بعد الإنتهاء من مناقشة المسائل المتعلقة بالعمل يمكنكم القيام بشكل جماعي برحلة إلى الطبيعة أو إلى إحدى المزارع لمتابعة المحادثات بشكل غير رسمي.

تتطور في بيلاروس في الأعوام الآخيرة بشكل نشيط سياحة الشوق والحنين. وغالباً ما يقوم بمثل هذه الرحلات سكان دول الرابطة المستقلة وكذلك سكان بولندة وإسرائيل فاللقاء مع الوطن دائماً يبعث بشيئ من الرهبة، أما من يعتبر بيلاروس مسقط رأس أبويه فإنه يرغب رؤية وطن آباءه والبحث عن قبور أقرباءه وإذا الحظ حالفه فيمكن أن يلتقي بأشخاص يتذكرونهم.

السياحة القروية في بيلاروسيا – هي إمكانية العودة إلى الجذور والتعرف على الخصائص الإثنوغرافية لكل منطقة بيلاروسية بالإضافة إلى الإنغماس في الحياة القروية البسيطة التي تسير بخطاً غير متسارعة، هكذا عاشوا جدودنا وجدود جدودنا ومن سبقهم. هنا في أعماق بيلاروس يمكنكم الشعور بروح الأبدية، كذلك هنا ستستنشقون عبق العشب المقصوص لتوه وسترون مكان جمع العشب الذي تم تنشيفه لجعله علفاً للحيوانات ورائحة الخبز الطري ومروج الأزهار المفتحة. السياحة القروية هي أيضاً حليب طازج وجبن منزلي وبيض دجاج بلدي مباشرة من تحت الدجاجة وليس من أقرب سوبر ماركت. تعيش بيلاروس اليوم قمة السياحة القروية ففي البلاد تعمل اليوم حوالي ألف وخمسمائة مزرعة قروية، تقع العديد منهم في أماكن خلابة بالقرب من الأنهار والبحيرات والغابات أما أصحاب تلك المزارع فلا يقدمون أماكن للإقامة وحسب بل يمكنهم أن ينظموا لكم رحلات إلى الأماكن المجاورة.

تعتبر العديد من المزارع القروية البيلاروسية أماكن لإقامة المهرجانات الجميلة التي تجذب هواة سياحة الحدث، ففي منطقة روسون يقام مهرجان «زابور فيست» للسياحة القروية ومهرجان الخيول البيلاروسية، أما مزرعة «على شارع زاريتشنايا» بمنطقة كوبرين في محافظة بريست ففيها مركز مسابقات بوليسكايا لاكومستفا للطبخ التقليدي وفي قرية كاماروفا بمنطقة مياديل في محافظة مينسك يقام معرض وسوق كوماروفا – حلقة الأيام للحرف الوطنية بينما تدعو مزرعة بيسشاني بيريغ (الشاطئ الرملي) في منطقة بيخوف في محافظة موغيلوف في نهاية الصيف جميع محبي صيد السمك وهواة الغناء الأصيل للمشاركة في حفلات صيد السمك.

يقام في بداية أيار (مايو) المهرجان التقليدي لبائعي الطيور اللذين يجذبون هواة الطبيعة من جميع أنحاء بيلاروس، يقام المهرجان بالقرب من مرج توروف الفريد الذي يعتبر واحد من أهم الأماكن التي تعشعش فيه أثناء الهجرة العديد من أنواع الطيور المائية، فهنا تجتمع دائماً أسراب طيور الطيطوي النكاب التي تم إدراجها في الكتاب الأحمر لجمهورية بيلاروس.

 

زورونا في العيد

الأعياد الرسمية في بيلاروس هي:

1 كانون الثاني (يناير) – عيد رأس السنة الميلادية.

7 كانون الثاني (يناير) – عيد الميلاد شرقي.

8 آذار (مارس) – عيد المرأة العالمي.

15 آذار (مارس) – يوم الدستور.

رادونيتسا – يوم ذكرى الموتى أو فصح الأموات. بشكل تقليدي يحتفل بهذا اليوم في يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني بعد عيد الفصح الشرقي.1 أيار (مايو) – عيد العمال العالمي.

9 أيار (مايو) عيد النصر.

3 تموز (يوليو) – عيد الإستقلال.

25 كانون الأول (ديسمبر) – عيد الميلاد غربي.

باستثناء هذه التواريخ المحددة توجد أعياد وطنية أخرى تواريخها متحركة، واحد منها هو يوم الكتابة البيلاروسية الذي يتم الإحتفال به سنوياً في أول أحد من شهر أيلول (سبتمبر)، وبشكل تقليدي يتم الإحتفال بهذا العيد في المدن البيلاروسية التاريخية التي كانت على مر العصور مراكز لطباعة الكتب والتنوير، أول مدينة احتضنت هذا العيد كانت مدينة بولوتسك التاريخية في عام 1994 م وفي السنوات التي تلت ذلك التاريخ انتقلت الإحتفالات إلى توروف ونوفوغرودوك ونيسفيج وأورشا وبينسك زاسلافل ومستيسلافل ومير وكامينيتس وبوستافي

سنوياً ومنذ عام 1996 م يقام في بيلاروس مهرجان وسوق فلاحي القرى الذي يسمى دوجينكي.

خذ معك جزء من بيلاروس

التحف التقليدية البيلاروسية: المنتجات السيراميكية بمختلف أشكالها مثل: الفناجين والصحون والصفارات والأكرينة والشمعدانات والنضوات والأجراس المرسوم عليها بيلاروس وأشكال مختلفة للبيسون. بالتأكيد يمكن أن تشاهدون كل ذلك في «مدينة الحرفيين» خلال أي إحتفال شعبي أو مهرجان تماماً مثل المنتجات المحبوكة من غصون الصفصاف حيث تشاهدون بالإضافة للسلال منتجات جميلة أخرى مثل الأثاث المنزلي وعناصر الديكور المنزلي الداخلي كالكراسي الهزازة أو الثريات الجميلة.

تجدون في المحلات التجارية البيلاروسية تشكيلات واسعة من المنتجات الكتانية مثل: أغطية الطاولات والمناشف والشراشف والملابس بأنواعها كالسراويل والفساتين وبشكل تقليدي هناك طلب كبير على الملابس الداخلية النسائية التي تنتجها شركة ميلافيتسا.

محبي المشروبات الثقيلة يبحثون في المحلات التجارية عن الفودكا ومستخلص منقوع بولباش (في براميل البتولا و كليوكفينايا وزوبروفايا) وكذلك مشروب كرامبامبوليو وهو مستخلص منقوع العسل والتوابل.

لكن يسهل على محبي الشوكولاتة والسكاكر اختيار هداياهم من بيلاروس، نلفت عنايتكم إلى منتجات شركات السكاكر والشوكولاتة البيلاروسية: كاموناركا وسبارتاك وكراسني بيشيفيك.

 

سبعة أعمال يجب أن تقوموا بها في بيلاروس

1. زيارة بولوتسك – أقدم مدينة بيلاروسية.

2. تناول الدرانيكي

الدرانيكي – أشهر أكلة في المطبخ البيلاروسي، لا يحق لكم السفر من بيلاروس بدون أن تجربوا هذه الشطائر الساخنة ذات الوجه الذهبي، تستخدم البطاطا بشكل واسع في المطبخ التقليدي البيلاروسي، والدرانيكي (شطائر من البطاطا) التي يتم تحضيرها بشكل سريع، أساس هذه الأكلة هو البطاطا المبروشة ناعماً ويمكن أن نضيف عليها البطاطا المسلوقة والمهروسة وشحم الخنزير المقطع ناعماً والفطر واللحمة المفرومة ناعماً. تقدم هذه الوجبة مع القشدة الحامضة (سميتانا) أو مع الحليب أو صلصة الفطر أو حتى مع الكافيار الأحمر للنخبة الذواقة.

3. زيارة رادزيفيلوف في نيسفيج

تم وضع أول حجر أساس في مقر رادزيفيلوف في نهاية القرن السادس عشر. في العصر السوفياتي تحول المبنى إلى مصحة ومنتجع وقد تم اليوم إعادة ترميمه وأصبح مفتوحاً للزائرين. من يعلم يمكن أن تلتقوا عند أحد جدرانه بالشبح البيلاروسي: السيدة السوداء…!

4. انظروا في عيون البيسون

5. زوروا المكتبة الوطنية

المكتبة الوطنية على شكل ألماسة عملاقة: واحدة من منشآت المستقبل في العاصمة البيلاروسية. ادرجت المكتبة الوطنية البيلاروسية في عداد أكثر 50 مبنى غير عادي في العالم، فهي تحتل المرتبة 24، فبمشاهدة أنوار الألماسة ليلاً سترغبون بالتنزه تحت ضوء القمر.

6. زيارة مقر بابا نويل البيلاروسي في بيلوفيجسكايا بوشا.

7. الإستجمام في المزرعة القروية.